«أنقَذَنا من الجحيم»... عائلة كرديّة تشارك في وداع البابا فرنسيس

العائلة الكرديّة المسلمة تحيّي البابا فرنسيس في المقابلة العامّة في 1 يونيو/حزيران 2022 العائلة الكرديّة المسلمة تحيّي البابا فرنسيس في المقابلة العامّة في 1 يونيو/حزيران 2022 | مصدر الصورة: فاتيكان ميديا

تهافتت إيمان نادر إلى الصفوف الأماميّة في جنازة الرجل الذي غيّرَ مصير حياتها. وقالت وهي لا تزال مصدومةً بخبر وفاة فرنسيس: «كان البابا رجلًا شجاعًا وسعى إلى السلام على الدوام. عامَل الجميع بمساواة، بغضّ النظر عن عرقهم أو دينهم أو جنسيّتهم، وأراد أن يساعد كلّ إنسان».

انضمّ أربعون شخصًا، من المشرّدين والعائلات المُهاجرة، إلى الوفود الدوليّة المُشارِكة في جنازة فرنسيس. وقد اختبر هؤلاء رحمة البابا الراحل طوال فترة حبريّته. ومن بينهم، إيمان، وهي شابّةٌ كرديّة ثلاثينيّة فرّت مع زوجها وأطفالها الأربعة من العراق بسبب «داعش» وانعدام الخدمات الأساسيّة.

قصّة نجاة الأسرة الكرديّة

توقّفت رحلة الأسرة نحو أوروبا في قبرص، حيث علق أفرادها في مخيّم لاجئين أكثر من عامين. وعن هذه الخبرة، قالت إيمان: «عشنا في خيمة سقفها بلاستيكيّ كاد لا يحمينا من المطر. كنّا نخشى تسرّب المياه عندما نرى السماء ملبّدةً بالغيوم. وإذا تسرّب الوحل إلى خيمتنا، كانت محاولات التنظيف بائسة ويائسة».

في ديسمبر/كانون الأول 2021، عندما زار البابا قبرص، أرادت الأسرة المسلمة أن تلقاه في كنيسة الصليب المقدّس في نيقوسيا. وعلى الرّغم من أنّ إيمان اختارت أن تجلس في الصفوف الخلفيّة وهي تضع الحجاب، لاحظ البابا وجودها، وصافحها بحرارة وابتسم لها.

ومنذ ذلك الحين، تغيّرت حياة إيمان التي أعطت رقم هاتفها لسيلفينا بيريز، مديرة قسم اللغة الإسبانيّة في صحيفة «أوسرفاتوري رومانو» الفاتيكانيّة. وبعد أسابيع من التواصل، تشجّعت إيمان وطلبت منها ما كان مستحيلًا: «نريد الخروج من هذا الجحيم».

وحاولت بيريز آنذاك دمج الأسرة في برامج الممرّات الإنسانيّة التي تنظّمها جماعة سانت إيجيديو. غير أنّ التعقيدات البيروقراطيّة عرقلت الجهود، فاستغلّت بيريز منصبها وأجرت اتّصالًا مباشرًا بالبابا فرنسيس الذي وافق فورًا على مساعدة أفراد العائلة وتكفّل بنفقات نقلهم إلى إيطاليا.

وصلت العائلة إلى روما في مارس/آذار 2022، وتعلّم أفرادها اللغة الإيطاليّة، والتحق الأطفال بالمدارس الحكوميّة، ووجد الأبوان عملًا في قطاع المطاعم.

والتقى أفراد العائلة البابا فرنسيس مرّات عدّة في روما. واستطاعوا أن يحيّوا الأب الأقدس في يونيو/حزيران 2022 في إحدى المقابلات العامّة حين كتبت له إيمان: «شكرًا لأنّكَ أوصلتنا إلى إيطاليا! تحسّنَتْ حياة أطفالي الآن مقارنةً بما كانت عليه في العراق وقبرص. شكرًا لأنّكَ سمحتَ لنا بأن نُصبح جيرانك».

وفي 5 فبراير/شباط الفائت، التقت العائلة فرنسيس للمرّة الأخيرة قبل أن يُنقل إلى المستشفى حيث أمضى 38 يومًا بسبب إصابته بالتهابٍ رئويّ مزدوج.

وختمت إيمان: «في ذلك اللقاء، اعترف البابا بأنّه كان يشعر بتعب شديد وبأنّه مريض جدًّا. لكنّي لم أخل أبدًا أنّها كانت المرّة الأخيرة التي أراه بها».

تُرجِمَ هذا المقال عن «آسي برينسا»، شريك إخباري لـ«آسي مينا» باللغة الإسبانية، ونُشِر هنا بتصرّف.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته